لا دعم لحربهم القذرة! - فبراير 2023

چاپ
ترجمة

 

لا دعم لحربهم القذرة!

النضال العمالي، افتتاحية نشرة الشركات  20/02/2023

لقد مر عام على غزو الجيش الروسي لأوكرانياعام سقطت فيه القنابل بشكل عشوائي على المباني السكنية والمواقع الاستراتيجيةعام مع المزيد من الدمار والموت والدراماإنها مأساة ونكسة كبيرة لأوكرانيا، وكذلك لروسيا.

في كل يوم، يموت عشرات أو مئات الجنود على الجانبين الأوكراني والروسي في وحل الخنادق، تحت نيران المدفعية أو في القتال اليدوي الذي يذكرنا بفظائع حرب عام 1914. ومع توالي شحنات الأسلحة، يتم القيام بكل شيء من أجل التأكد من أن هذه المجزرة سوف تستمر لأشهر، وإن لم يكن لسنوات.

يجب علينا ألا نقبل بهذا الوضع.  ليست هذه الحرب حربا من أجل العدالة. لقد أصبح الأوكرانيون، رغما عنهم، أدوات ورهائن وضحايا لتنافس يتجاوزهم: إنه التنافس بين المعسكر الإمبريالي بقيادة الولايات المتحدة من جهة، وروسيا من جهة أخرى.

كان غزو الجيش الروسي لأوكرانيا رد بوتين الوحشي على التقدم السياسي والاقتصادي والعسكري للقوى الغربية في أوروبا الشرقية. لأنه منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، تناور الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لوضع هذه المنطقة في فلكهما. لهذا السبب قد اندلعت الحرب في دونباس عام 2014. وهي، منذ حينها، كانت بين الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات الأوكرانية المسلحة والمدربة من قبل الولايات المتحدة.

حتى الآن، يغلق بايدن الباب أمام أي مفاوضات مع بوتينوهو أظهر موقفه هذا مرة أخرى خلال زيارته المفاجئة إلى كييف حيث تعهد بتسليم أسلحة متطورة بشكل متزايد لإضعاف روسيا، وإذا أمكن، تركييعها.  وقد تتمكن الولايات المتحدة من تحقيق ذلك دون أن تضطر إلى خسارة أي جندي لها في المعارك، لأن من يقتل هم الأوكرانيون!

ويتم استخدام الأوكرانيين في حرب لن تجلب لهم الحرية، لا بل سوف يدفعون ثمنها بعدة طرق. وهذا ما ينتظرنا أيضا إذا دخلنا في هذه الحرب. لقد اتخذ سباق التسلح منحى لا مثيل له منذ عقود. فالمواجهة بين الولايات المتحدة والصين تنبئ أكثر فأكثر. وتخوض هتان الدولتان حاليا حربا اقتصادية عالمية شرسة. ماذا سيحدث إذا ما قررت الصين تسليم أسلحة لروسيا؟

يمكن للحرب في أوكرانيا، في أي لحظة، أن تدفع العالم نحو حرب عالمية ثالثة. إن الترويج الحماسي للحرب قد بدأ بدفعنا إلى تقسيم العالم بين الديمقراطيات وقوى السلام من جهة والأنظمة الاستبدادية والمعتدين المجنونين من جهة أخرى. لكن الولايات المتحدة أو فرنسا لم يترددا أبدا في الماضي في التدخل عسكريا عندما كانت مصالحهما على المحك.

فهما قد ذهبتا في السنوات الأخيرة إلى حد تدمير العراق وليبيا للتخلص من الأنظمة التي قاومتهما. وهما اليوم تغضان الطرف عن المشاريع الاستيطانية التي تقوم بها الدولة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

إن القوى الغربية تتشح الآن بزي دعاة السلام لأنها، في معظم الأحيان، لا تحتاج إلى التدخل عسكريا للقيام بنهب الثروات في العالم: فقوة رؤوس أموالها وأموالها تكفي لإفساد العديد من القادة وإخضاعهم. لكن ما ينتج عن ذلك من بؤس وعوز في العالم والضحايا الذي تؤدي إليه ليس أقل من مآسي وضحايا القنابل.

والقوى العظمى دائما سباقة لـ "تحرير" الشعوب المضطهدة ... من قبل منافسيها. لكنهم في الحقيقة يشكلون، مع منافسيهم، جبهة موحدة ضد المستغلين. فعندما يكون بوتين ديكتاتورا على رأس جهاز الدولة القمعي يدافع عن مصالح البيروقراطية الروسية والمليارديرات، يدافع بايدن وماكرون عن مصالح الرأسماليين بينما يحمي زيلينسكي مصالح الأوليغارشية الأوكرانية.

لا يتعين على العمال الاصطفاف في معسكر أو آخر. فالسبيل الوحيد الذي يمكن أن يضمن انتهاء الصراع وعدم استئنافه غدا هو أن يرفض العمال استخدامهم كوقود للمدافع وأن يقوموا بالانقلاب على قادتهم، كل في بلده.

بدون عمال، لا يمكن لشيء أن يحدث. لا العملية الانتاجية ولا التبادل. وحتى عملية شن الحرب وإنتاج الأسلحة ونقلها، فإن الحكومات بحاجة إلينا، ومن دون موافقتنا لا إمكانية لحدوث الحرب.

لذا، فلنستعد لرفض الاتحاد المقدس وراء بايدن وماكرون. ولنستعيد شعار ماركس: يا عمال العالم اتحدوا ضد الطبقة الرأسمالية التي تستغلنا. فلنتحد ضد هؤلاء السياسيين الذين يحرضون الناس على بعضهم البعض ويقومون بالحرب الاجتماعية ضدنا !

ناتالي أرتو

 

مصدر النص: https://www.union-communiste.org/ar/lnsws-bllg-lrby

النص باللغة الفرنسية

https://www.lutte-ouvriere.org/editoriaux/aucun-soutien-leur-sale-guerre...