فرنسا : رئيس استفتاه الشعب، مجلس نيابي بافق ازرق : ترسخ اليمين في السلطة بفضل اليسار وسياسته - 2002

إطبع
ترجمة

في نهاية الاستشارات الانتخابية الاربعة- الدورتان الانتخابيتان الرئاسيتان والدورتان التشريعيتان- تغير التعبير المؤسساتي للمشهد السياسي.

في مطلع العام بدت اعادة انتخاب شيراك Chirac افتراضية واليسار التعددي كانت له الاغلبية في المجلس النيابي. اليوم، تنصب شيراك كرئيس جمهورية لفترة خمس سنوات، وقد انتخب بعدد من الاصوات لم يسبق له مثيل. لليمين في المجلس الوطني 399 مقعدا مقابل 168 لليسار، والحزب الشيراكي UMP يمسك لوحده بزمام الاغلبية المطلقة.

"فرنسا بالازرق" ، هو العنوان الحديث لصحيفة يومية. باحصائها لمختلف اعضاء السلطة، راحت تذكر بانه علاوة على رئاسة الجمهورية والمجلس الوطني فان اليمين صارت له الاغلبية مسبقا في مجلس الشيوخ، وانه يمسك بزمام اغلبية المستشارين العامين ومستشاري المناطق، وكذلك المجلس الاستشاري المؤسساتي والمجلس الاعلى للاعلام. ومن اجل ان يؤكد انه الباترون، ياتي شيراك ليعين على رأس المجلس الوطني واحدا من خاصته، جان-لويس دوبريJean-Louis Debré ، ملجما بذلك طموحات منافسه السابق ادوارد بالادورEdouard Balladur.

للمرة الاولى منذ اكثر من عشرين عام يركز اليمين بين يديه كل السلطات التأسيسية لخمسة اعوام قادمة. الا انه لا يمكننا القول ان رجحان كفة اليمين في الهيئات التأسيسية للسلطة هي التعبير عن التغييرات العظمى في الرأي السياسي لصالح اليمين البرلماني، أو أنها تمثل حتى انقلابا سياسيا. فلنتذكر انه قد تم استفتاء شيراك شعبيا باقل من 20% من المنتخبين قي الدورة الاولى للدورة الرئاسية الثانية، وانه قد جمع اصواتا اقل من تلك التي في 1995، حيث عانى، رغم ذلك، من المنافسة مع بالادور المنحدر من حزبه الخاص، ولكن ! في مملكة العميان..

في الدورة التشريعية الاولى، أحرز اليمين البرلماني تقدما ملحوظا بتجميعه ل 11259909 صوت مقارنة مع 9160402 صوت في ايار 1997- الانتخابات التشريعية التي تبعت الذوبان الغريب الأطوار لشيراك - ولكنه يبقى ويشكل محسوس في نفس مستوى الانتخابات التشريعية ل 1993 (11192828 ناخب).

ان الزوبعة في فنجان المؤسسات لا تنتج خضات سياسية في البلد. انها تترجم فقط حالة اللاتعبئة في الانتخابات لليسار المحفوفة بمخاطر اكثر اهمية بسبب نذالة رؤسائها الصغار، هذه اللاتعبئة القائمة على احساس متنامي بالقرف ازاء الانتقاد السياسي.

____________________________________

الدرس المستمد من الدورة الرئاسية الاولى

____________________________________

لن نعود الى خمس سنوات مضت على حكومة اليسار المتعدد. مرة اخرى قاد الحزب الاشتراكي، متمتعا بالسلطة الحكومية، السياسة التي أملتها عليه اوساط البورجوازية السائدة اقتصاديا واجتماعيا. لم يكن السيناريو أصليا. من غي موليتG Guy Mollet الى جوسبانJospin ، في كل مرة كان ينجح فيها الحزب الاشتراكي في اعتلاء السلطة الحكومية بعد مرحلة طويلة نسبيا من سيادة اليمين، كان يخون الآمال والاوهام التي كان يعلقها الناخب عليه، بفجاجة كما فعل غي موليت في حرب الجزائر، أو على نحو تدريجي متصاعد يوميا مثل جوسبان وسابقيه في الحقبة الميتيرانية.

هذه المرة، باسم "اليسار التعددى"، ضم الحزب الاشتراكي الى الحكومة الخضر وخاصة الحزب الشيوعي. لقد احتاج للحزب الشيوعي سياسيا من اجل ان يستفيد منه كعربون في عالم العمال والعمل وايضا على مستوى الحسابات البرلمانية قي الوقت ذاته، اذ ان الحزب الشيوعي، ولنتذكر، لم تكن له الاغلبية في المجلس.

خلال خمس سنوات كان الحزب الشيوعي ديكورا ثانويا وموضع ثقة السياسة الحكومية، حتى ان نوابه رفضوا اتخاذ موقف مفصلي في المجلس لدفع الحكومة الى التراجع على الاقل عن قراراتها الاكثر ضد-عمالية. يجب الا نندهش من واقع انه يدفع الآن ثمن مشاركته الحكومية بل وابعد من ذلك، بسببه وبسبب مناضليه يتأتى جهده الجاحد في الدفاع عن السياسة الحكومية في الاوساط العمالية حيث العمال انفسهم هم الضحايا الرئيسيون.

كنتيجة اذا، في الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية، فقد جوسبان مليونين ونصف من الاصوات، اما روبرت هيوRobert Hue فمليون ونصف، مقارنة مع الدورة الرئاسية السابقة. رغم هذا الفقدان، كان يمكن لجوسبان، بدون شك، ان يبقى خلال الدورة الثانية لو لم تنقسم "اغلبيته التعددية" الخاصة به بين كل هؤلاء المرشحين بعدد ما كان في الحكومة من فاعلين في طريقهم لان يكونوا فاعلين قدماء مثل شيفينومونتC hevènement . كل هؤلاء المرشحون، حتى لو لم يقولوا تماما نفس الشيء- الحملة الانتخابية تتطلب ذلك- كانوا جميعا يشكلون جزء من نفس السياسة الحكومية خلال خمس سنوات. لم تهدف طلبات ترشيحهم الا الى خلق علاقات بين قوى انتخابية تسمح لهم ان يتفاوضوا بشان طلبات الترشيح المؤهلة لان تنتخب وتلك التشريعية. كان اليسار التعددي حقا واثقا من نفسه، وممتلئا بالقناعة في انه قدم للطبقات الشعبية ما يستحق اعترافهم وتصويتهم له. مستندا بقوة الى هذا الافتراض المسبق ، اندرج اليسار التعددي في الدورة الاولى للحملة الرئاسية على نحو مشتت مقتنعا ان الامر ليس الا شكليات.

قاد جوسبان حملته ونصب عينيه الدورة الثانية، منشغلا اكثر في كسب شريحة ضئيلة من الانتخابات المركزية، متحسبا بذلك لصراعه الثنائي مع شيراك، اكثر من انشغاله بتأمين انتخابا شعبيا. شركاؤه في اليسار المتعدد فعلوا افضل من ذلك ايضا، لقد حلموا بالانتخابات التشريعية. لقد أفصح الامرعن نفسه حسابيا. كان يكفي لجوسبان ان لا يقدم الحزب الجذري مرشحا عنه ليحصل هكذا كل الاصوات الذاهبة الى توبيرا Taubira ليؤكد حضوره في الدورة الثانية. لكن الحزب الجذري، الذي لم يكن له من المنظور السياسي ما يمكنه ان يكون فحوى اقتراح باكثر مما للخضر والشيفينومونتاويين وال ح.ش.ف.، لم تكن له الأحقية اقل من غيره في اعتبار انه من الجدوى خلق علاقة قوى انتخابية .

Patatras ! لقد سقط كل شيء ! كل هذا اللا اكتراث الجميل المتعجرف تبخر عشية الدورة الاولى حيث الى جانب شيراك الذى لم تكن نتائجه مدهشة الى هذا الحد- كما لو انه ليس الافتتان الشعبي بالتأكيد من سيحمله الى منصة الرئاسة في الدورة الثانية !-، لم نعثر على جوسبان بل وجدنا لوبن Le Pen .

الديماغوجي السياسي لأقصى اليمين لم يجد نفسه في هذا الموقف اللامنتظر يسبب تقدم متفجر لاصوات الناخبين في اليمين المتطرف. ان ال 4840713 صوت التي حصل عليها في عام 2002 تعبر عن تأثر انتخابي يطرح مشكلة سياسية حقيقية بقدر ما يتعلق الامر بحقيقة ان قسما من التصويت صادر من شرائح شعبية. لكن هذا العدد هو نفسه ال 4571138 صوت التي حصل عليها في 1995 بدون ان يتحدث احد آنذاك عن لوبن انه يقف "على السلم المؤدي الى السلطة".

___________________________

المناورة الكبرى للدورة الثانية

___________________________

كان حضور لوبن كمتحدي في الدورة الثانية مسرحيا بالتأكيد حتى انه صدم الراي العام. الا ان الحزب الاشتراكي المحصن من قبل احزاب اليسار المتعدد الاخرى وحتى من قبل حزب يساري متطرف حول واقعة سياسية غير منتظرة ومسرحية الى "انقلاب سياسي"، وانشقاق، وتهديد أعظم، ملوحا بخطر وصول لوبن الى رئاسة الجمهورية، بل وحتى اعتلاء الفاشية على سدة السلطة.

الكذبة كانت فظة، لكن كل قياديي اليسار التزموا بها بغاية التملص من تقديم أي كشف حساب عن سياستهم الماضية امام ناخبيهم ومناضليهم. عن طريق المخادعة، تحول المسؤولون عن سياسة احبطت الطبقات الشعبية، الى حد ان شريحة لا واعية انضمت الى الانتخابات التقليدية لليمين المتطرف، الى مقاتلين فاضلين ضد لوبن واليمين المتطرف. مغضين الطرف عن الحساب الختامي للخمس سنوات الماضية، كان يجب الانتقال للحديث عن الخطر المستعجل، عن لوبن في الإيليزيه ا

ان مجموع مرشحي اليمين البرلماني البالغ 6,9 مليون صوتا في الدورة الاولى، حتى لو رفض اليسار المظهر الخادع لانتخابات الدورة الثانية، كان يوجب عل لوبن ان يحقق ما يقارب الخمسة ملايين صوتا اضافيا بين الدورتين، في خمسة عشر يوم، لينتصر على شيراك.

كان الأمرمستحيلا والجميع يعلم، ستروس-خان Strauss-Kahn كما هولاندHollande الذين اعلنوا في الساعة التي تلت الدورة الاولى انهم سيوجهون الدعوة لانتخاب شيراك كانوا يعلمون ايضا، كل الصحافة كذلك. الا ان هذا العالم الجميل راح يمارس ضغطا معتبرا على الراي العام لصالح التصويت من اجل شيراك. في هذه العصيدة السياسية الدنيئة التي تصبها القبيلة السياسية ووسائل الاعلام كانت تعوم الحقيقة المزيفة المكشوفة انه لمنع لوبن من الوصول الى السلطة وحتى من اجل التعبير فقط عن معارضة ما ضد ديماغوجي(متملق) اليمين المتطرف وسياسته فليس هناك من وسيلة الا انتخاب شيراك.

ها هو اذا رجل اليمين وهو "يجر وراءه طناجر"1 متنوعة لطبخ الشؤون والاعمال، ها هو صديق أرباب العمل المشهود له، ممثلا لمعسكر سياسي تتداخل حدوده مع تلك التي لليمين المتطرف، ها هو ينتصب دفعة واحدة بصفته "الحاجز الاعلى" ضد خطر اليمين المتطرف.

هدية لم يحلم بها شيراك وقد كانت فرصته محدودة، خلال الاسابيع الفائتة، في الوصول الى الدورة الثانية، وهو الذي بشكل غير متوقع كان متاكدا بانه لن يكون منتخبا بل وفوق ذلك مستفتى شعبيا. اكثر من ذلك، كان معفيا من أي مجهود. احزاب اليسار هم من قادوا حملة شيراك بنشاط مسعور وباستعمال وسائل لم تكن بمتناول اليمين : بتجريدهم مظاهرة 1 أيار من كل ما تتعلق به الطبقة العاملة من رموزها بعد على نحو غامض بالتأكيد وتحويلها الى مظاهرة بضخامة استثنائية لصالح شيراك.

أما وقد وقع الامر فان القياديين والوزراء السابقين ونائبي اليسار حفروا قبرهم من اجل الانتخابات التشريعية. لماذا التصويت من اجلهم ومن الأحرى بهم التصويت من اجل المرشحين الشيراكيين وهم انفسهم من دعوا الى التصويت من اجل شيراك ؟ بل واكثر من ذلك، اختاروا الاحتماء خلف شيراك في مثل هذه اللحظة الدرامية.

الاكثر خطورة في الامر ليس بالتأكيد ان اصحاب المقامات العالية في اليسار قد اطاحوا بالقليل المتبقي من مصداقيتهم وانهم دفعوا ثمنه من كراسي نوابهم.

على نحو آخر ان الاكثر خطورة هو انهم وضعوا في الاذهان ان التهريجات المبكية لرؤساء اليسار لها علاقة بالمعركة ضد الفاشية.

بدلا من ان يعارضوا تاثير لوبن، فعلى العكس، ان التواطؤ المعلن بين اليسار واليمين قد عززهذا التأثير.

اما فيما يخص الحجة المتكررة مرات ومرات بان شيراك وقد انتخبه اليسار فسوف يكون الرهينة فقد رأينا ما صار اليه بعد شهر من حكومة رافارانRaffarin . منذ وصوله الى الحكم جاهد الطاقم الجديد ان يعطي صورة الموالي للنظام ولسلطة الدولة المزينة بالهيجان الأمني لساركوزي Sarkozy والمصوبة ضد الحملة الانتخابية لليمين المتطرف. ليس بدون نجاح فوري كما دلت على ذلك الانتخابات التشريعية حيث فقد جزء من الحملة الانتخابية لليمين المتطرف تعبئته او انه صوت لليمين التعددي. ان اليمين المتطرف الذي كان في 21 نيسان على "سلم السلطة" وجد نفسه بعد شهر بنسبة 12 % والنظام الانتخابي على ما هو عليه بدون نائب. انقلاب الحملة الانتخابية ؟ المعجزة التي أوشكت ان تغرق فرنسا جلبت الشح خلال شهر؟ او فوق ذلك- الرابطة الشيوعية الثورية LCR قد تجرأت على تاكيدها- نتيجة "للتعبئة حول مظاهرة 1 أيار"؟ او ببساطة أشد، انه الغشاء الذي نفخه الحزب الاشتراكي والاعلام وقد ثقـب؟

ديماغوجي(متملق) اليمين المتطرف لم يكن بالتأكيد على ابواب السلطة. ولكن ان كان سيدفعه انحطاط الوضع الاقتصادي في الغد الى السلطة ،كيف ستتمكن صفوف الشعب من مواجهته؟ بالتأكيد لن يتحقق الامر بالاعتماد على اليمين ا ان قادة اليسار من بذروا مثل هذه الاوهام، ولكن الطبقات الشعبية هي من سيحصد ثمارها المرة.

_______________________________________

الانتخابات التشريعية : هزيمة اليسار المعلنة

_______________________________________

بعد الدورة الرئاسية الثانية حضرت التمثيلية من اجل الانتخابات التشريعية، بقدر ما لم يفعله اليسار وما لم يقله، عدا بعض العبارات المتملقة، كان مرجحا أن يعيد تعبئة الحملة الشعبية. لكنه مسؤولا حتى النهاية فيما يتعلق بالبورجوازية لم يشأ اليسار ان يقول او ان يقدم وعدا بما يمكنه أن يمس الحملة الانتخابية لطبقات الشغيلة، بان يعطيها الامل مرة اخرى، مبينا استعداده بذلك لأن يخسر الانتخابات التشريعية بعد الرئاسية.

في الدورة التشريعية الاولى بلغ الامتناع عن التصويت كل الارقام القياسية في هذا النوع من الانتخابات. وهذا ما لم يحدث منذ قرن. لقد ضرب الرقم القياسي في الاسبوع التالي للدورة الثانية. الامتناع عن التصويت الشديد في الحملة الانتخابية الشعبية، أي لجزء كبير من الحملة الانتخابية لليسار جعلت اصحاب المقامات العالية في اليسار التعددي يتمرغون في الوحل. الحملة الانتخابية لليمين وقد تبوأت الرئاسة بانتصار شيراك تمت تعبئتها قليلا. على الاغلب ، فان مرشحي اليمين قد استفادوا بلا شك، على الاقل في الدورة الثانية، من جزء من الحملة الانتخابية للوبن الذي أراد ان يصوت على نحو فعال ومباشر من اجل مرشحي حزب الرئيس من اجل ان يتخلص من اليسار. الحملة الانتخابية لليسار لم تعتبر ان انتصار اليسار في الانتخابات التشريعية سوف يغير الاشياء اذ ان شيراك قد تم انتخابه على نحو عريض.

_______

والآن ؟

_______

بات اليمين متاكدا انه سيحكم لخمس سنين قادمة، في كل الاحوال، ان لم تؤثر وقائع برلمانية فوق عادية على المجرى العام للاشياء. الا اذا -اذ ان الأمر ليس بمستبعد- لم تتفجر من جديد اغلبية اليمين الموحدة ليس من قبل القوى الشيراكية بل، من المفهوم طبعا، من المصلحة الانتخابية بالطبع. يايرو يراهن بكل الاحوال على هذه الفرضية، وحتى بالادور. والمستقبل سيثبت أو لا يثبت دقة حساباتهم.

بديهيا، لا وجود لأي غموض حول السياسة التي ستقودها الحكومة. الحق يقال لم يكن هناك أي التباس حول سابقتها اليسارية.

كان بعض قرارات الحكومة الاولى يرمي الى اثارة اعجاب البورجوازية الصغيرة : تخفيض الضرائب على بعض المدخولات وعلى بعض القيم المضافة TVA للمطاعم مثلا أو ارضاء الأطباء العامين، دون التحدث عن الاضطراب الأمني لساركوزي، ولا عن مسدساته Flash-ball ، ولا عن تعيين وزير ما سينشغل كليا ببناء سجون جديدة أو مراكز حجز وتوقيف للشباب.

هناك احتمالات كبرى في ان تتابع الحكومة اطلاق كل المسائل التي يمكن ان تثير اعجاب الحملة الانتخابية لليمين المتطرف بما فيها التلميحات المتملقة ضد العمال المهاجرين. لأن هذا الامر قد سار هذه المرة ولأنه، حتى لو تأكد اليمين ولخمس سنين مما ستتمخض عنه الرئاسة والمجلس الوطني، فانه ستقوم انتخابات اخرى في الفترة الانتقالية. انتخابات المناطق مثلا، التي وان لم يكن هدف لعبتها الحكومة، سوف لن تهتم باقل مما تهتم به الشريحة الكبرى من الفئة السياسية، من مئات من الوجهاء المحليين الذين تضمن لهم المجالس المحلية مناصب ومواقع يمكن ان تعتمد اعادة انتخابهم على اتجاه الحملة الانتخابية لليمين المتطرف،بل وحتى الاتحاد مع الجبهة الوطنية.

رغم ذلك فان كل المقاييس ليست الا زبدا انتخابيا للاشياء. من اجل البقية ومن اجل ما هو توجيهات سياسية كبرى فان الحكومة ستتصرف، كسابقاتها، حسبما تقتضي مصالح البورجوازية الكبيرة ورؤساء العمل. فوق ذلك، الكل يمكنه ان يأمل ان يتضايق من حملته الانتخابية بشكل أقل مما كان يمكن لليسار أن يعانيه من حملته.

أما الملفات الاقتصادية والاجتماعية الكبرى فان وزراء اليمين سيعاودون اخذ الملفات التي تركتها حكومات اليسار السابقة والتي لم يتوقف الآلاف من اصحاب الوظائف العليا عن العمل بها. لقد واصلت الخدمات لصالح البورجوازية عملها خلال المشهد الانتخابي. لا نحتاج الى القول ان كبار رؤساء العمل من الذين يباشرون بتنفيذ خطط تسريح العمال سوف لن يجدوا تفهما من طرف الحكومة الجديدة باقل مما وجدوه من طرف الأقدم منها. ان كانت هذه التسريحات من العمل، عدا عن كونها تحطم الآلاف من عائلات العمال، فانها تؤدي أيضا الى اصابة الصندوق المخصص لدفع حقوق البطالة بالعجز UNEDIC . رؤساء العمل، مبرئين ذممهم، من اجل تعويض العجز فليس هناك الا رفع مستوى الضرائب المدفوعة للدولة وتخفيض المساعدات.

هؤلاء السادة الوزراء الاشتراكيون السابقون يتظاهرون اليوم بالسخط من الاستخفاف الذي تعامل به رافاران وهو يرفض ان يرفع قيد أنملة مستوى الحد الادنى من قيمة الأجور وهو الذي أرضى الأطباء للتو. ولكن ليس فقط جوسبان من فعل بعامين ما يعادل الخمس سنين من حكومته وانما لا وجود لأي تبرير لهذا الشعور بالانتشاء المترتب على الزيادة الاضافية بنسبة 29,. % أو بنسبة 49,. % أي من 20 الى 30 فرنك شهريا.

بما أن لحكومات اليمين واليسار نفس الاتجاه الاساسي، فان معارضة جهود رؤساء العمل التي لا تتوقف في سبيل تخفيض تكاليف العمل المأجور ليست بمسالة تشكل موضوع بحث.

اما فيما يخص ما يسمونه "الاصلاح" في نظام التقاعد أي التخفيض من نسبة معاشات المتقاعدين وتمديد سن التقاعد في المجال العام فما على اليمين الا ان يفتح الملفات التي حضرها مسبقا جهاز الخدمات التابع للورانت فابيوس Laurent Fabius.

نفس الشيء ينطبق على مشروع تحويل المشروع العام الفرنسي للكهرباء EDF والمشروع العام الفرنسي للغاز GDF من القطاع العام الى الخاص. نفس الشيء ينطبق على ما يتعلق بسياسة الغاء التأميم المتبعة بانتظام منذ عدد لا بأس به من السنين على مدى تعاقب الحكومات. حتى ان هذا لا يشكل اختيارا ايديولوجيا بل ضرورة من اجل اغلاق الميزانية. من فرط ما ساعدت الدولة الرأسمال الكبير فقد تكبلت بالديون حتى عنقها. ان بيع ما تبقى من ثروات الدولة هو وسيلة اضطرارية للوقوف بوجه استحقاقات أصحاب البنوك. رافاران لا يخفي ذلك، ان فحص الحسابات التجارية الذي أجراه يسمح له فقط ان يلقي مسؤولية المديونية على الاشتراكي السابق. انه "مشروع قانونيا"، انه واحد من امتيازات التعاقب ؛ الفريق القائم يبرر سياسة التقشف المتببعة بسبب التكاليف الباهظة التي انفقها الفريق السابق.

اشارة سابقة لما سيحدث غدا واشارة تهكم بنفس الوقت ؛ الفريق الجديد يتهم بشكل خاص تكاليف الضمانات الاجتماعية الباهظة التي سببها الفريق السابق. عندما نعلم طبعا بحالة التدهور المستمر لنظام المشافي يجب توجيه التهمة !

التدابير الاقتصادية المعلنة تشير في كل الأحوال الى ان الأموال المخصصة لقطاع الخدمات العامة ستكون أقل فأقل والى تقليص الفعاليات في القطاع العام. الا ان هذا كله ليس انقطاعا وانما استمرارية.

هذه الاستمرارية في السياسة الضد-عمالية تعني انه حتى لو لم يتدهور الوضع الاقتصادي فان على العمال ان يدافعوا عن انفسهم وان يصدوا الهجوم ان أرادوا ان تبدل أقدارهم وجهها التعيس النكد. الا أن شخصا لا يمكنه ان يقدر في اللحظة الراهنة اهمية وقوع انكسار جديد في البورصة حيث ترتسم ملامحه ونتائجه خاصة في الاقتصاد العالمي. ان بعض الانكسارات الأولى ألقت على قارعة الطريق بعشرات آلاف عمال المشاريع التي أفلست مضارباتها، مثل انرون Enron أو وورلد كم WorldCom وعند آخرين مثل آلكتل Alcatel أعلنت تسريحات عمل مكثفة بصفتها اجراءات وقائية الى حد ما. من الواضح ان تدهور الوضع الاقتصادي فاقم من حدة الهجوم ضد الطبقة العمالية. لن تترك البورجوازية للطبقة العمالية الا الاختيار بين أمرين اما القتال من اجل الدفاع عن نفسها، أو قبول البؤس المعمم الذي يكلد يقترب حتى من العودة الى سنوات الازمة الكبرى بعواقبها الاجتماعية والسياسية.

الهزيمة الخطيرة الملحقة باليسار في الانتخابات لا تعني ذات الشيء للعمال الذين لا يمكنهم أن يربحوا شيئا في حال انتصر اليسار انتخابيا. لم يذكر شيئا عن الاغنية بدأت تذاع في أوساط الشغيلة ، دون ان يكون سماعها مسموحا بالضرورة، أن الحزب الشيوعي كما الحزب الاشتراكي يبدآن في اثارة الدهشة مسبقا حول التحضير للاستحقاقات الانتخابية القادمة وخاصة التشريعية والرئاسية خلال خمس سنوات.

ان كانت السنوات الخمسة المقبلة قد خططت على المستوى البرلماني لأن تكون بين يمين سيستفيد حتى الحد الاقصى من مواقعه ويسار سيحاول ان يطمس بالنسيان سياسته السابقة من اجل ان يتمكن، خلال خمس سنوات، ان يكتسب وزنا يخوله ان يكون البديل، فان الحياة السياسية والاجتماعية لا تختزل، لحسن الحظ، في تعبيرها البرلماني.

في الاشهر القادمة، كل شيء يعتمد على مسألة الالمام بما اذا كانت الطبقة العاملة سوف تكون قادرة على التحرك ازاء الاستفزازات المتعاقبة لرؤساء العمل والحكومة. يجب على الطبقة العاملة ان تثق بنفسها، وبفعلها المستقل، وبمقدرتها على قلب علاقات القوى لصالحها بمواجهة رؤساء العمل، وهنا يكمن الثقل الحاسم لاتجاه وسياسة المناضلين العمال ومناضلي الحزب الشيوعي خاصة.

لم يعد لديهم أي وهم يعلقونه على الحكومة. ان الاحتماء خلف أمل خادع بعودة اليسار الى الحكومة خلال خمس سنين، بل وادارته هذه المرة لسياسة تصب في مصلحة العمال، يفترض قدرا من العمى او من الخضوع. الخيار الوحيد الأجدر بالمناضلين العمال هو ان يساهموا باعادة كسب ثقة العمال بانفسهم وبنضالهم الجماعي. هذا الحل هو المرشح الوحيد بان يفتح افق التغيير. ان ثقل مشكلة البطالة لن يسمح بتسهيل الامور. ولا تنوع الاعلانات عن خطط التسريح من العمل. عندما تدفع هذه الاعلانات الى القيام بردود افعال يائسة، وليست هذه الحالة دائما، تبقى في حدود يأسها ومنعزلة الواحدة فيها عن الاخرى ومن الصعب تعميمها.

مناضلي الحزب الشيوعي، مباشرة، او بواسطة الاتحاد الفيدرالي للعمل CGT ، والاتحادات الفيدرالية، يملكون الوزن والتأثير النضالي الكافي لأن يجعلهم يقترحون استراتيجية تعبئة تنطلق من مستوى نضالية الحاضر، وترتكز على الاكثر نضالية من اجل ان يسحب الآخرين بالتدريج، ولكن يجب عدم الاعتماد على قيادييهم. يمكن للأقليات ان تلعب هذا الدور ولكن في ظروف معينة فقط في اللحظة التي يمكن فيها لشرارة ان تشعل حريقا. الخلاصة هي ان نتواجد او لا في وضع كهذا وان لا نستسلم للاشارات المعوقة والمحبطة.

_________________________________

اليسار المتطرف في الانتخابات.. وبعد

_________________________________

عشية الدورة الرئاسية الاولى المرشحون معلنين انفسهم بوضوح اقل او اكثر من اليسار المتطرف جمعوا على التوالي : 1630045 صوت من اجل آرلت لاغييه Arlette Laguiller ، 1210562 صوت من أجل أوليفييه بيزانسنو Olivier Besancenot و 132686 صوت من أجل دانييل جلاكستاين Daniel Gluckstein.

ان نتيجة آرلت لاغييه، مهما تكن متفوقة على نحو طفيف، تبقى بشكل محسوس على ما هي عليه في عام 1995. هذا كان يؤكد الابقاء على انتخابات ظهرت هي نفسها ايضا في شروط مختلفة لتلك المتوسطة : محلية أو بلدية. هذه الانتخابات بالذات من أتاحت لنا أن نحوز على منتخبين في بعض المجالس المحلية والبلدية. بمناسبة الانتخابات الأوروبية، رغم الاتفاق مع ر.ش.ث.، فان هذه الانتخابات بقيت كما هي دون ان تتقدم.

نتيجة الاقتراع من أجل أوليفييه بيزانسنو، الحاضر للمرة الاولى بعد اكثر من عشرين عام من غياب مرشح عن ر.ش.ث. في هذا النوع من الانتخابات، تقترب من نتيجة آرلت لاغييه. وهذا ليس بالمفاجيء حقا : في الواقع هناك جماعة ناخبة تشارك ر.ش.ث. رؤيتها السياسية - وهي قد أعلنت عن نفسها أثناء الانتخابات المحلية والبلدية-، حتى لو اختارت ر.ش.ث. خلال فترة طويلة الا تجازف لئلا تتعرض للفشل حارمة بذلك هذه الجماعة الناخبة من امكانية التعبير عن نفسها في الانتخابات الرئاسية.

واقعة ان ثلاثة مرشحين جمعوا أكثر من 10% من الأصوات قاد العديد من معلقي اليسار المتطرف الى نتيجة مؤداها أنه فيما لو عرف اليسار المتطرف كيف يضم صفوفه قليلا فان بامكانه ان يشكل قوة سياسية ذات وزن فاعل على مسرح الأحداث السياسية. فلنمر عن واقعة ان النتائج الانتخابية لا تضمن بعد حضورا ما على مستوى البلد او المناضلين رغم بقائها اساسية. والحالة هذه فان الفعل على مستوى الأحداث يوما بعد يوم يتطلب عمل المناضلين .

الا ان الافتراض بذاته انه لو قد"م النضال العمالي ورابطة العمل الشيوعي ر.ش.ث.LCLCR مرشحا واحدا-أو مرشحة- فان اصواتهم ستزداد هو افتراض قابل للنقاش بشكل قوي. حتى عندما يكون الامر هكذا فسوف يطرح السؤال حول معرفة ما هي السياسة التي سيمارس عليها التأثير الانتخابي.

بالنسبة للعديد من الناخبين فان لغة آرلت لاغييه ولغة أوليفييه بيزانسنو تتشابهان بدون شك. رغم تشابههما فان الاختيار بينهما قائم. مهما يكن هنا من أمرأن يكون هذا الاختيار واعيا، أو أن يبنى حسب اتخاذ المواقف أو اتجاهات المرشحين أو حسب حساسية واهتمامات الناخبين، فان هذا بلا شك لا يعني الا الأقلية الصغرى. لنحصر اهتمامنا بهذا المثال، ان اختياراتنا الخاصة ازاء الدورة الثانية والتصويت لشيراك لم يكن لها نفس الأثر في اوساط البورجوازية الصغيرة، التي تمثل القاعدة الانتخابية التقليدية للحزب الاشتراكي، وفي الوسط العمالي. حتى في الوسط العمالي فان صداها لم يكن هو نفسه في الوسط المتأثر بالنقابات كما في القاعدة العمالية التي ليست نضالية.

في الواقع فان السياسات التي جسدها على التوالي آرلت لاغييه وأوليفييه بيزانسنو ليست هي نفسها. ظهر الاختلاف السياسي بشكل حقيقي بين الدورتين. ان منظمة النضال العمالي LO رفضت ان تكفل حملة أكاذيب الحزب الاشتراكي. ر.ش.ث. اختارت أن تكون على نفس الخط وان تنصهر بالتيار الذاهب للتصويت من أجل شيراك من أجل ان لا تنقطع عن الأوساط المتأثرة بالحزب الاشتراكي.

في هذه الشروط فان الاتحاد الذي اقترحته ر.ش.ث. في الانتخابات التشريعية، خاصة مع حلفائها كان من الممكن ان يجعل اتجاهاتنا المتبادلة غير متناسبة فيما يخص استفتاء شيراك شعبيا.

الاختلاف في اتخاذ المواقف له معنى في حد ذاته. وفي توحيد الصف خلف الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي دعت ر.ش.ث. -حتى ولو بشكل منافق- ليس فقط للتصويت من أجل شيراك وانما للمشاركة بحملة الأكاذيب التي يقودها الحزب الاشتراكي. هذا ليس ببساطة فقط في اضافة عبارة "وفي الشارع" على التعبير اللغوي " تعبيد الطريق أمام لوبن في صناديق الاقتراع" سيكون الوضع أفضل، ولا بكونها، عشية الانتخابات المنتصرة لشيراك نفسها، "غسلت منها يديها".

الا ان هذا الاختلاف الهام، بل الدقيق، كشف عن اختلاف آخر, أكثر عمقا، أكثر جوهرية. منظمة النضال العمالي تتموضع في منظور بناء حزب ثوري في هذا البلد، حزب شيوعي جديد. ر.ش.ث. تجد مكانها في منظور اعادة تأليف اليسار، 100% في اليسار، كما تقول، على يسار اليسار الحكومي الحالي فاقد الاعتبار. هذان المنظوران ليسا فقط مختلفان بل ينفي أحدهما الآخر.

ليس بالأمر الوارد ان تتخلى منظمة النضال العمالي عن منظورها الذي تدافع عنه، الذي هو بعث حزب عمالي شيوعي في فرنسا، من أجل طمسه بمنظور آخر أكثر اتساعا في طموحاته ولكنه مختلف تماما في نتائجه، والذي لن يقدر على القيادة- فيما لو نجح- الا اذا حل محل حزب اشتراكي موحد جديد PSU.

في العمق، اختلافنا الأساسي يقوم هنا، ليس فقط مع ر.ش.ث. كما هي اليوم، ولكن مع كل التيار المنبثق عن الحركة التروتسكية الذي تجسده الرابطة حاليا. من أجل اعادة بناء حزب ثوري يجب أن نسير في عكس التيار وأن نقاوم الضغوط الآتية من طبقات اجتماعية أخرى، من أجل الدفاع في كل الظروف عن سياسة ضرورية للطبقة العمالية، حتى لو أفضى هذا الى الانعزال- ولكن الانعزال عن من؟-، حتى لو كان لاشعبيا لوهلة. ان ر.ش.ث. في نزوعها الدائم للبحث عن السهولة والدروب المختصرة والتحالفات لهي عاجزة عن البقاء في عكس التيار بسبب الاخلاص لأفكارها وسياستها. في ملاحظتنا لذلك الوضع لسنا بصدد تكوين أي درس أخلاقي وانما فعل سياسي. اذ أن الوسط القادر على استيعاب ومعاينة شعوذات ال ر.ش.ث. الداعية للتصويت من أجل شيراك دون التصريح بذلك أبدا بوضوح، وتعابيرها الملتبسة، هذا الوسط ليس هو نفسه من يحتاج الى سياسة واضحة وبسيطة ومعبرة عن الحقيقة في مناخ مفعم بالأكاذيب.

لا يوجد سببا للتحمس عند مشاهدة نتيجة الانتخابات الرئاسية بأكثر من تلك التشريعية وهي تمضي بسرعة لتبريد الحماس المستشيط ازاء هذا الرقم.

في الانتخابات التشريعية ر.ش.ث. ومنظمة النضال العمالي L. حصلتا على نتائج اقل مما حصلتا عليه في الرئاسية، وفيما يخص منظمة النضال العمالي فان نتائجها أقل من الانتخابات التشريعية الفائتة على نحو محسوس. في سياق تراجع اليسار العام فان الحملة الانتخابية لمنظمة النضال العمالي ليست معبأة بأكثر من بقية الناخبين في اليسار. على قاعدة هذه النتائج الواهية لكلتي المنظمتين فان ر.ش.ث. حصلت على نتائج أعلى بقليل. ان المنظمتين حاليا صغيرتان ومقدراتهما النضالية مختزلة جدا وأقل مما يتطلبه العمل، في السياق الاجتماعي الراهن، من أجل القيام بموازنة وبطريقة ارادية لذلك الانحراف العام باتجاه اليمين الذي يحمل علامة الاحباط العميق خاصة في الحملة الانتخابية الشعبية.

كنا نفضل بالتأكيد ان تكون نتائج الانتخابات الرئاسية وخاصة التشريعية أعلى مما كانت عليه، ليس من وجهة نظر انتخابية، وليس حتى بسبب أن نتيجة اقتراع جيدة كان يمكنها أن تدل على قبول السياسة التي ندافع عنها في الرأي العام الشعبي، ولكن التقدم الذي أدركه الجميع لنتيجة اقتراعنا في الانتخابات الرئاسية وبقاؤه في التشريعية كان يمكنه أن يعطي لمنظمتنا ولاختياراتنا ولنشاطنا مصداقية أكثر. من هنا بالذات، كان يمكن أن يتحقق جهدنا في بناء الحزب الشيوعي الثوري الذي يعوزنا بسهولة أكثر. هذا الجهد الذي تشكل المشاركة في الانتخابات احدى مظاهره.

يشير كل هذا الى أن لدينا طريقا علينا أن نسلكه للفوز بالمتعاضدين وبالمناضلين من أجل أن نكون أكثر حضورا في البلد، ومن أجل استحقاق تأثير ثابت على فئة ذات دلالة في عالم العمل- في المشاريع كما في الحارات الشعبية-، بغاية خلق شروط حزب قادر وذو وزن دائم في الحياة السياسية وأن يحضر فيها ليمثل مصالح الطبقة العاملة.

____________________________________________________

ترجم عن مقالة مكتوبة بالفرنسية في المجلة الشهرية الصراع الطبقي الصادرة عن الاتحاد الشيوعي العالمي (التروتسكي)، طباعة منظمة النضال العمالي، رقم 66، صيف عام 2002.

Lutte de Classe , édité par Lutte Ouvrière, n° 66, été 2002.

1 وهو تعبير لغوي فرنسي يفيد في تمثيل الشخص بصورة بشعة ومثيرة للسخرية في الآن معا.

13