يجب قلب ميزان القوى - 2013

打印
ترجمة

ناتالي أرتو، الأحد 19 أيار- مايو2013 (مقتطفات من خطاب نتالي أرتوخلال الاحتفال السنوي للنضال العمالي)

(...) كوننا شيوعيون ثوريون، لدينا القناعة بأن العمال والمستغلين لديهم القدرة على إدارة المجتمع بشكل ديمقراطي! لديهم القدرة على إدارة هذا المجتمع بشكل أفضل بكثير على أية حال من رأس المال الكبير ومن هذه البرجوازية وخدمها من رجال السياسة. لدينا كل الأسباب لكي نعتقد بأن العمال قادرون على إدارة نضالهم بأنفسهم وبأسلوب ديمقراطي! بناء على ذلك، نعم، هؤلاء العمال هم وحدهم القادرين على دفع كفاحهم وعلى تنظيمه وقيادته. نعم، هم وحدهم القادرون على كل ذلك، عندما تتوافر لديهم الإرادة فإن كل شيء يصبح ممكنا.

صحيح أنه منذ سنوات لم نرى حركات نضال اجتماعية مهمة. ولكن، هنا وهناك، لم تتوقف أبدا النضالات والإضرابات والمضاهرات. هذه النضالات كانت في الحقيقة صعبة بقدر ما كانت منعزلة في أماكن دون أخرى. على الرغم من أن العمال قد قاتلوا وظهرهم كما يقال للحائط ولكنهم قاتلوا وناضلوا على أية حال ولم يطأطئوا رؤوسهم! لقد ناضلوا لأنهم أرادوا أن يظهروا بأنهم قادرون على قول كلمة لا! لقد قاتلو لأن الشيء الوحيد الذي بقي لهم ويستطيعون الحفاظ عليه هو وعيهم وكرامتهم!

أود أن استغل هذه المناسبة لكي أوجه تحية إلى عمال ب.س.ا اولنيه1 على إضرابهم الذي دام أربعة أشهر. لقد تحدوا خلال هذه المدة عائلة بيجو2، هذه العائلة البرجوازية التي هي من أكثر العائلات ثراء وجشعا في هذا البلد، لقد أثبتوا وبكل جدارة بأنهم قادرون على تحديها والصمود في وجهها.

لم يستطيعوا أن ينجحوا بمنع إغلاق مصنع اولنيه، ولكن وبفضل تصميمهم وتنظيمهم كما أظهروا، فقد استطاعوا أن ينتزعوا من إدارة الشركة ضمانات ما كانوا ليحصلوا عليها بأي وسيلة أخرى غير إضرابهم هذا. وعلاوة على ما نالوه، لقد استطاعوا أن يكسبوا ثقة واحترام الكثير من رفاقهم من العمال وأظهروا لهم الطريق الذي يتوجب عليهم أن يسلكوه.

اذا نعم، يستطيعون أن يكونوا فخورين بأنفسهم لأنهم وبإضرابهم هذا يمثلون فعالية الطبقة العاملة وكرامة العمال ووعيهم الطبقي، وهذه تبقى أثمن ما يملكون.

من أجل بناء حزب الطبقة العاملة

(...) نحن نتفهم جيدا اشمئزاز العمال من رجال السياسة، لقد عبروا عن مشاعرهم هذه بامتناع الكثيرين منهم عن التصويت في الانتخابات. حتى لو أن لكل من اليمين واليسار خطابه السياسي المختلف نوعا ما عن الآخر، لكنهم حالما يدخلون الحكومة ويصبحون في السلطة فإنهم يتبعون نفس السياسة لمصلحة كبار أرباب العمل. (...)

إن امتناع الطبقات الشعبية عن التصويت في الانتخابات لا يبدو مصدر قلق للبرجوازية. ولكن الذي يسبب لها المشاكل حقا هو ظهور قوة جديدة على الساحة السياسية، قوة يمكنها أن تجسد مصالح العمال وليس شيء سواها.

نحن بحاجة إلى حزب يستطيع أن يحارب سياسة البرجوازية بسياسة أخرى قادرة على مواجهتها، هذه السياسة ليست إلا سياسة الطبقة العاملة. وجود حزب كهذا هو أمر ضروري للدفاع وبشكل يومي عن مصالح العمال. إن الرسالة التاريخية للطبقة العاملة تتمثل في القضاء على هيمنة البرجوازية واستبدالها بحكومة العمال للعمال، وفي سبيل تحقيق مرادها هذا، الطبقة العاملة بحاجة للأداة المناسبة، ألا وهي الحزب. (...)

نعم، نحن شيوعيون، وبكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، نحن شيوعيون ولدينا القناعة بأنه من الممكن أن نخلص هذا المجتمع من دكتاتورية رأس المال وأزماته. نعم، مستقبل الإنسانية هو في مجتمع خال من قانون السوق، خال من هذا القانون الأعمى الذي ليس له غاية سوى جني الأرباح، مستقبل الإنسانية سوف يكون في مجتمع بدون تنافس واستغلال، نحن لمؤمنون بأنها وحدها الطبقة العاملة القادرة على أن تكون المحرك لهكذا مجتمع. لابد من أن نثق بهذه الطبقة العاملة لكي تستطيع المضي قدما بنضالها اليومي وحتى تستطيع تحقيق النصر في نهاية المطاف.

اليمين في موقع الهجوم

(...) الظروف تتغير وحتى هذا الوقت فإنها تسير لصالح اليمين. المظاهرات التي قامت مؤخرا ضد زواج مثليي الجنس كانت المناسبة التي استطاع من خلالها اليمين تعزيز مواقعه. صحيح أن المتظاهرين اقتصروا على شجب هذا الزواج والنسل انطلاقا من قيمهم المحافظة، ولكن هذه المظاهرات كانت في الوقت نفسه الفرصة لتجنيد وتدريب التيارات اليمينية المتطرفة المعادية بطبيعتها للعمال والإضراب والنقابات. إن هذا التيار ليس إلا العدو، بالمعنى السياسي والاجتماعي لهذه الكلمة، للطبقة العاملة. لا يمكننا أن ننكر بأن وصول اليسار إلى الحكم قد ساهم وبشكل كبير في تعزيز وتوطيد تيارات اليمين المتطرف هذه.

الجبهة الوطنية3، إحدى تيارات اليمين المتطرف، لا تتوقف عن الازدياد وتوسيع أرضيتها حتى ضمن الفئات الانتخابية الشعبية. كمثل أي دوغمائي (غوغائي)، مارين لوبن4 لا تكل عن توجيه خطاباتها إلى هذه أو تلك الفئة من الناس، لاتقول لهم إلا ما يودون أن يسمعوه ويرضيهم، لديها من الخطابات ما يكفي لكل الفئات من الناس : للكاثوليكيين، للعنصريين وهناك أيضا من الخطابات الكثير للعاطلين عن العمل وللعمال وللمتقاعدين.

خلف غمزاتها هذه تجاه الطبقات الشعبية، تحضر لوبن لنظام تسلطي معاد للطبقة العاملة. في كثير من البلدان الأوروبية، أصدقاء لوبن من أولئك الذين على شاكلتها من اليمين المتطرف بدءوا يمارسون ضغوطهم على سياسة الحكومات، من دون المشاركة فيها حتى، من أجل فرض سياسة أكثر تسلطا وعنفا تجاه الفقراء والعاطلين عن العمل.

من أهم ما تدعيه الجبهة الوطنية هو أنها لم تكن أبدا في هذه السلطة الفاسدة خلافا للأحزاب الكبيرة التي تتناوب عليها دون غيرها من الأحزاب الأخرى. بالتأكيد، مارين لوبن لم تصل أبدا للسلطة في فرنسا، لاهي ولا أبوها، ولكن أوروبا عرفت في الماضي الكثير من أمثالها، بدءا من سالازار5 في البرتغال مرورا بفرانكو6 في إسبانيا وصولا إلى الضباط العقداء في اليونان. إن هذه الشخصيات وأنظمتها ليست إلا النموذج الذي يتبناه ويريد تطبيقه هذا اليمين المتطرف.

بعض المجموعات من اليمين المتطرف التي تعمل تحت جناح الجبهة الوطنية لا تخفي أبدا مرجعيتها إلى موسوليني7 وهتلر8. من الجدير بالذكر أن هذه الأنظمة الفاشية، قبل أن تصبح دكتاتوريات صارمة قمعت المنظمات العمالية واغتالت المناضلين، كانت تطلق على نفسها بأنها "اشتراكية وطنية"9، كانت تدعي دائما بأنها ترفض "الرأسمالية المالية"10، وطبعا كانت تزعم بأنها تناضل للقضاء على البطالة وتوفير العمل للجميع. بالمناسبة، لابد من التذكير بأن كلمة "الجميع" بالنسبة لهذا اليمين المتطرف تستثني اليهود والغجر ومثليي الجنس والسود وبالتأكيد الشيوعيين! حتى لو أن الجبهة الوطنية لا تكف عن الإدعاء بأنها حزب ديمقراطي وانتخابي، إن المنظور والغد السياسي الذي تطمح إليه ليس إلا نظام سياسي على منوال تلك الأنظمة الفاشية.

من المبكر القول بأنه في فرنسا هناك ميليشيات مسلحة تفرض قانونها على المواطنين، ولكن في اليونان وهنغاريا (المجر) لا يمكننا أبدا إنكار وجود ميليشيات كهذه. حتى في فرنسا، يمكننا القول بأنه بدأت تظهر على السطح المادة الخام المكونة لهذا النوع من الميليشيات. رأينا ما قد جرى على هامش المظاهرات الأخيرة ضد قانون الزواج للجميع من تهجم بعض المجموعات المتطرفة على مثليي الجنس، هذه المجموعات يمكن أن تمثل النواة لميليشيات مستقبلية. غدا، هذه المجموعات يمكن أن تقوم بتوجيه اعتداءاتها ضد الغجر والعمال المهاجرين كما حدث مؤخرا في اليونان.

بالتأكيد تهجمات لوبن الشفهية ضد العمال المهاجرين ليست حتى الآن سوى كلمات في الهواء، ولكن غدا، حزبها أو آخرين على شاكلته سوف ينتقلون إلى مرحلة العمل والتنفيذ على أرض الواقع. من الممكن أن يبدؤوا هجومهم ضد العمال المهاجرين غير الشرعيين، ولكنهم سوف يتوجهون لاحقا ضد العمال المهاجرين النظاميين، بعد ذلك سوف يأتي الدور على الفرنسيين أنفسهم، أولئك من النقابيين أومن أحزاب اليسار.

الهدف السياسي البعيد لليمين المتطرف هو الهجوم على الحركة العمالية وتقييد الإضراب وحتى منعه والتخلص من كل وعي طبقي وبطبيعة الحال أو بالأحرى محاربة كل الأفكار الشيوعية. لوبن توجه خطابها السياسي للناخبين من الطبقات الشعبية وحتى للعاطلين عن العمل، ولكنها في حقيقة الأمر تحفر قبر هذه الطبقات المستغلة.

نعم، إن لهنالك في واقع الأمر سباق مع الزمن بين العمال الواعين لمصالحهم وذلك اليمين المتطرف المعادي لهم. إن العمان لمدعوون الآن للنضال على المستوى السياسي في نفس الوقت لنضالهم اليومي للدفاع عن شروط معيشتهم ووظائفهم ورواتبهم.

بنضالهم الطبقي فقط، سيدرك العمال إلى أي درجة هناك ارتباط وثيق بين مصالحهم المادية والسياسية، فقط وفق هذا المنظور سوف يدرك العمال كيف يميزون بين أعدائهم وبين أصدقائهم، ولكن أيضا بين أصدقائهم الحقيقيين والمزيفين منهم.

لن يصبح العمال قوة سياسية فاعلة إلا عندما يفرضون الأفضلية الطبقية11 على ما يسمى "بالوحدة الوطنية"12 أو ذلك السم الذي يدعونه "الأفضلية الوطنية "13. لن يصبح العمال تلك القوة سوى عندما يقولون : المستغلين أولا! إلا عندما يقاتلون من أجل العمال أولا! إلا عندما يقاتلون من أجل وظائفهم ورواتبهم وخصوصا من أجل فرض رقابة المستغلين على المعامل وعلى البنوك لكي تكف القرارات الاقتصادية من أن تكون حكرا على ثلة من الأغنياء الطفيليين.

ميلونشون14، تاجر الأوهام

بالتأكيد فقدان الثقة بهولاند15 قد عزز مواقع اليمين المتطرف، ولكنه أيضا وفي نفس الوقت قد أثار الكثير من الاستياء بين صفوف الناخبين من حزبه، الحزب الاشتراكي16. هؤلاء المتململين من سياسته ما لبثوا أن بدؤوا بالتهافت والتجمع حول شخصية ميلونشون القادم من ما يدعى بجبهة اليسار17.

صحيح أن قيادة الحزب الشيوعي18، الشريك الأصيل في هذه الجبهة، تختلف عن ميلونشون من حيث الاستراتيجية الانتخابية، وخصوصا على نطاق البلديات، لكنهم كلاهما يتبنيان وبشكل عميق نفس السياسة ويعملون على جذب أولئك "المحبطين من الاشتراكية" والظهور بمظهر خيار بديل وممكن من اليسار.

كما رأينا في الماضي، الحزب الشيوعي كان قد قدم يد العون لميتيران19 لإظهاره بمظهر رجل اليسار، هذا الحزب نفسه في الوقت الحالي يستخدم كل قوته النضالية والتنظيمية وكل الثقة التي بقيت له من تاريخه النضالي كحزب عمالي، يستخدم كل ذلك من أجل دعم ميلونشون. هذا الحزب هو الآن يساعد ميلونشون، ذلك السيناتور (عضو مجلس الشيوخ) والوزير السابق عن الحزب الاشتراكي، لإعطائه مظهر صديق العمال، وصورة ذلك الثوري، بالأقوال طبعا.

إنه لمن المضحك الوصفة التي يستعملها ميلونشون: مزيج من الدعوة إلى الانقضاض على الباستيل20 وبين رغبته في الترشح لمنصب رئيس الوزراء.

بعد كل مافعله هولاند، يأتي إلينا ميلنشون بوصفته العجيبة هذه ليشرح لنا أنه من الممكن قيامة حكومة يسار "جيدة" وأنه من الممكن فرضها على الأغنياء، يعلمنا أنه من الممكن المصالحة والتوافق بين مصالح العمال وبين مصالح البرجوازية. إن مجرد التفكير في هذا الكلام ليس إلا الركض من سراب إلى سراب. حتى لو أصبح ميلونشون هذا رئيسا للوزراء، فأنه لن يصبح فقط تحت إمرة هولاند، ولكنه سيصبح أيضا ولاسيما على رأس جهاز الدولة، المبني بشكل كلي في سبيل خدمة مصالح البرجوازية. (...) حكومة ميلونشون هذه لن تكون سوى عبدا مطيعا لطبقة الأغنياء، حال هذه الحكومة لن يكون إلا كحال أي حكومة في بلد محكوم بالتسلط الاجتماعي للبرجوازية. إن حكومة كهذه لن يكون أمامها سوى الواجب بتبني سياسة معادية للطبقة العاملة. (...)

نقول إلى جميع من هم مقتنعين بأفكارنا ويتحسرون على قلة حيلتنا وتأثيرنا مقارنة بميلنشون، نقول لهم :انضموا إلينا واتحدوا معنا! هنالك الكثير من الأشياء التي لا يمكننا فعلها، ولكن هنالك شيء واحد في مقدورنا فعله : أن نقول ما نعتقد به وأن نؤكد سياستنا الشيوعية الثورية وأن نحافظ على أفكارنا حية دائما ونحضر أنفسنا للمستقبل. (...)

1 PSA d'Aulnay

2 Peugeot

3 Front National

4 Marine Le Pen

5 Salazar

6 Franco

7 Mussolini

8 Hitler

9 National-socialistes

10 Capitalisme financier

11 Préférence de classe

12 Union nationale

13 Préférence de classe

14 Mélenchon

15 Hollande

16 Parti Socialiste - PS

17 Front de Gauche

18 Parti Communiste - PC

19 Mitterrand

20 Bastille