مغرب : وفاة أبراهام صارفاتي - 2010

打印
ترجمة

في 18 من نوفمبر توفي المناضل أبراهام صرفاني بمدينة مراكش عن عمر يناهز الـ 84 سنة قضى العديد منها داخل أسوار السجون. في البداية بسبب نضالاته ضد المستعمر الفرنسي ثم بسبب مواقفه من النظام الدكتاتوري للملك الحسن الثاني. و بوفاته نفقد مناضلا شجاعا ضد الاستعمار و الإمبريالية.

ولد صارفاتي سنة 1926 بمدينة الدار البيضاء وسط عائلة يهودية ثم و في سنة 1945 و بعد أن أصبح شيوعيا انتقل إلى باريس لدراسة الهندسة و انخرط في الحزب الشيوعي لمدة 15 عاما . و بعد عودته إلى المغرب -التي مازالت آنذاك محمية فرنسية- ذاق لأول مرة مرارة السجن نتيجة لأفكاره المعادية للاستعمار و في سنة 1952 و على اثر أحداث الدار البيضاء التي ذهب ضحيتها المئات من الشهداء أمر المقيم العام الفرنسي بالمغرب بنفي العديد من المناضلين القوميين إلى جنوب المغرب بينما أمر بترحيل أبراهام صارفاتي و شقيقته إيفلين إلى فرنسا و قيدهم تحت الإقامة الجبرية .

و في عام 1956 و حين كان غضب عارم يلف الشارع المغربي اضطرت الإمبريالية الفرنسية للإعتراف بإستقلال المغرب ثم تونس لتتفرغ لمحاربة الثوار الجزائريين , أصبح أبراهام صارفاتي آنذاك (بالمغرب) مديرا لديوان الشريفين للفسفاط و لكنه ما لبث أن أطرد من خطته لإظهاره تعاطفا و تضامنا مع عمال تعرضوا للإعتقال و التعذيب سنة 1972 ,ليواصل بنفس الخطى نضالا ته ويساهم في نشأة تنظيم ماركسي لينيني أطلق عليه \\\"إلى الأمام\\\" و هو التنظيم الذي نعرفه اليوم باسم \\\"النهج الديمقراطي\\\"

و في سنة 1974 إستشهدت إيفلين صارفاتي تحت التعذيب لأنها لم تفصح عن مخبأ أخيها الذي ظل مطاردا لمدة 3 سنوات الى حين إلقاء القبض عليه رفقة 139 شخصا حيث حكم عليه بالسجن المؤبد و بالأغلال لمدة 15 شهرا متتالية . إذ لم تغفر له الدكتاتورية موقفه المساند للشعب الصحراوي و مبدأ \\\"حق تقرير المصير\\\" اذ أنها كانت-أي الدكتاتورية- تحظى بمساندة العديد من الأنظمة و من ضمنها النظام الفرنسي بعد إعلان المغرب ضم المستعمرة الإسبانية السابقة \\\"الصحراء الغربية\\\" إليه لخصوبة أراضيها بالفسفاط.

و في حين كان يحل وزراء يمنيون واشتراكيون فرنسيون ضيوفا على الرحب و السعة على ملك المغرب من ضمنهم أيضا صحافيون و أدباء أمثال \\\"موريس دريون\\\" . كان العديد من السجناء السياسيين يملئون سجن القنيطرة و الذي كان من بينهم أبراهام صارفاتي الذي قضى فيه 17 عاما و كما قال الملك في إحدى جلساته الخاصة \\\" ليس المهم أن يكون بالمغرب 15 مليون معارض ولكن المهم أن لا تكون هناك معارضة\\\" و يقول صارفاتي متحدثا عن تلك الفترة \\\" لا يمكننا أن ننس أن سنوات حكم الملك الحسن الثاني عرفت مذابح عديدة أمثال مذبحة 23 مارس 1965 في حق الشبيبة الثائرة في الدار البيضاء أو مذبحة شهر جوان 1981 ضد ثورة سكان الأحياء الفقيرة بالدار البيضاء أو ضد سكان مراكش و إقليم الريف الذي تم نعتهم بـ\\\"الأوباش\\\" \\\" ..

وفي سنة 1999 اثر مغادرة الصرفاتي السجن تم معاودة نفيه إلى فرنسا ولم يتمكن من العودة إلى وطنه المغرب إلا عندما تولى عرش المغرب الملك محمد السادس. رغم أن أساليب الحكمين بقيت متشابهة لاسيما ما حدث أخيرا من قمع للمتظاهرين الصحراويين أو مع مظاهرات الديوان ألشريفي للفسفاط و الأمثلة عديدة.....

أما النظام الفرنسي فكان دائما في وفاق تام مع \\\"صديقه الملك\\\" رغم تغير الحكومات ففي أعياد نهاية سنة 2009 كان الرئيس الفرنسي و عقيلته ضيفا الملك المغربي و في نهاية شهر أكتوبر الماضي حلا مرة أخرى ضيفين في قصر الملك محمد السادس والذي وضعه الملك على ذمتهما بينما كان هو في رحلة صيد.

النضال العمالي٬ العدد 2208 - 26 نوفمبر 2010